لا
تكن متشائما لا تغلق أبواب رحمة الله، إذا رأيت البلاء فانظر إلى الجانب المشرق، إذا
رأيت التعاسة فانظر لما بعد من تقدير السعادة لله سبحانه وتعالى على خلقه، إذا
رأيت الظلم والجوع فانظر إلى الجانب الآخر من إنصاف الله لك، وأن دعوتك مقربة وليس
بينك وبين الله حجاب. اصنع التفاؤل ما استطعت، إجعل من سيارتك القديمة التي تريد
أن تستبدلها عشرة عمر معها، عشت معها واشريتها في ذلك اليوم وركبت فيها عائلتك. اصنع
التفاؤل مع نفسك حتى مع بيتك القديم، اصنع فيه التفاؤل والتاريخ لك والمجد لك، حتى
في ساعتك القديمة لما تنظر لها، اصنع السعادة في كل ما تملك، في قلمك في كل شيء.
حري بك الآن أن تخرج من فوهة بركان يشتعل بك ظلما وكبدا، أن تخرج لجنة التفاؤل،
اصنعه مع نفسك لا تنظر لجانب المأسات ولا الحزن، حاول أن تلتفت للجانب الآخر لعلك
ترى النور. يونس عليه السلام التقمه الحوت ابتلاءان وعاد إلى القوم وآمنوا به، نوح
عليه السلام كفر به الناس، فأكرمه الله بأن جعل ذريته هي التي ستبقى. ومحمد صلى
الله عليه وسلم عان ما عان من البلاء، وأخرج ورجع إلى مكةن واتهموه في زوجته عائشة
وهو يقول أحب النساء إلي عائشة. اصنع التفاؤل رغم كلام الناس، والسرور في قلبه،
لماذا لا تكون هكذا. انت دائما إن رأيت العالم بنورالتفاؤل سترى الجمال وسترى
دائما الإبتهاج.
الآن لو أردت ان تقرر أي قرار في
الدينا لا بد أن تضع في نصب عينيك هذه الثلاثة أركان أن يكون لديك القدرة أن يكون
لديك بدائل وخيارات، وأن يكون لديك هدف من وراء اتخاذك لهذا القرار. فمثلا إذا
قررت أن تكمل تعليمك في الجامعة وأنت موظف، أولا أمر تفكر فيه هو هذا السؤال هل
لديك القدرة على الإختيار، نعم لديك القدرة، ولديك العديد من الجامعات لتختار
وتقوم بإرسال ملفك إليها، ثاني أمر هل لديك هدف من وراء قرارك، نعم انت تريد من
خلال إكمال تعليمك تطوير ذاتك وتتعلم وتقوي قدراتك، الآن أنت هنا ستستطيع أن تصنع
قرارك وليس الظروف هي التي ستجعلك وستحتم عليك اختيار قرار معين بالذات. تذكر حتى
تغير حياتك يجب أن تتخذ قرارا وتلتزم به
بجدية وليس أن تتمناه. فتنفيذ القرار هو مصدر قوة لك منحه الله لك وهذا من فضله
وعدله علينا، إذ منح للجميع هذه القدرة ولم يختصها بأحد دون الآخر.
كل الناس بكل ظروفهم بكل اختياراتهم
في الحياة يملكون القدرة على اتخاذ القرار، سواءا كان القرار كبير أو صغير. قوة
اتخاذ القرار موجودة فيك وفي هذه اللحظة بالذات وأنت تسمعني. هذه القوة الموجودة
بداخلك الآن تنتظر منك شجاعة حتى تخرجها وتستفيد منها، فهل يا ترى ستقرر اليوم أنك
تخرجها وتصرخ بأعلى صوتك وتقول يا عالم أنا موجود في هذا الكوكب، أنا هذا هو الذي
سأفعله في حياتي أنا قررت أن أتخذ هذا القرار، أو ستجلس تنتظر الحياة هي التي ستختار
لك. أنت عليك أن تختار، لأن اللحظة التي ستختار فيها قرارك هي اللحظة التي ستبني
فيها مجدك، واللحظة التي ستحتار أن لا تختار قراراتك هي اللحظة التي ستقتل فيها
مجدك. طالما انت تعيش في هذا الكوكب الذي نعيش فيه، ستظل تحتار قراراتك بعضها خاطئ
والبعض ليس خاطئا.لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن ان تتعلم فيها كيف تستطيع
ان تسبح في بحر الحياة بدون أن تشعر بالإحباط، لأنك سوف تبدأ تربي بعضلة لديك
مترهلة لم تستخدم لمدة طويلة. القارارات هي التي تستطيع أن تبني فيك امور لم تكن
لتتخيلها. لو أردت أن تميز بينمدير ناجح ومدير
غير ناجح، أنظر إليه لحظة اتخاذه لقرار، هل يتخذ قرار أم يرجعه أو يخاف أو يحوله
إلى شخص آخر حتى يتخذه. كلما اكثرت من اتخاذ قرارات كلما استطعت أن تتمرس في
مهارات الحياة بشكل لا تتوقع. وطبعا بما أنك تسبح في نهر الحياة فأنت بطبيعة الحال
ستصطدم ببعض الصخور. لكن أريدك أن تتذكر بأن ليس هنالك شيء اسمه الفشل وإنما أنت
تحصل على نتائج، ربما قد تكون نتائج غير التي كنت تودها لكنها ستفيدك حتما في
حياتك.
أتعرف ما الذي يفعله كل ناجح في
الحياة سواء في الرياضة او العلم أو الأعمال المالية، إنه يتخذ قرارات على مستوى
حياته اليومية ولا يدع الحياة تختار له. دعني أسألك سؤال : ما هو القرار التي
اتخذته قبل خمسة سنوات ولست نادما عليه الآن، إن أي قرار اتخذته يقوم بتغيير في حياتك،
خذها قاعدة كلما اتخذت قراراتك أكثر كلما استمتعت بحياتك أكثر، لماذا، لأن
القارارات هي الطريق الصحيح للوصول إلى أهدافنا في الحياة. بعض الناس لا يتخذ
قرارا وهو لا يعلم بأنه اتخذ قرار بأن يترك الحياة هي التي تختار له، ولذلك بعض
الناس تتحجج وتقول بأن الظروف هي التي اختارت له، اود أن أقول له بأن هنالك دراسات
علمية مستفيضة في هذا الأمر قد أظهرت بأنه ليست الظروف هي من تصنع الإنسان وإنما
الإنسان من يصنع الظروف. استخدامك لسلطة اتخاذ القرار تعطيك الفرصة للتغلب على كل
هذه الأعذار. الخبر السعيد أنك لا تحتاج إذنا من أحد لتستخدم هذه السلطة، حتى إنها
تعطيك المجال والفرصة حتى تغير طبيعة علاقتك بالناس إلى الأحسن وبالمحيط الذي تعمل
فيه إلى المستوى الذي تريده. فلى تنتظر الغذ وإنما الآن، اتخذ قرارك الآن قبل أن
ينتهي عمرك وتقول يا ليتنيفعلت وقررت.
صدقني أنت تمتلك الآن الفرصة لكي تتخذ القرار، فهي احدى الطرق لتحسين حياتك.
وعملية اتخاذ القرار هي مهارة والمهارة تسقل بالتكرار، والتكرار بحد ذاته يولد لك
مهارات غير طبيعية. لا يوجد شيء اسمه فشل ولكن يوجد شيئ اسمه قارارات. من اليوم
اعزم عزمة صادقة أن تبدأ باتخاذ قراراتك مهمىة كان الثمن، لماذا لأنك أنت صانع
قارارات نفسك، قل لنفسك باستمرار أنا صانع قرارات أنا صانع قرارات. لو أن حياتك التي
تراها اليوم امامك ليست بالشكل الذي تمنيته فهذا نتيجة مجموعة قرارات اتخذها في
الماضي، ما يهم الآن ما الذي ستفعله الآن حتى تستطيع ان تغير من هذا الواقع الذي
تعيش فيه. أريدك حينما تتخذ قرار لا تضعه على الرمال، بل على الإسمنت الغير
قادرلتغيير. لذلك أريدك أن تتخذ قرارا الآن قرار أكبر قوة في العالم، انت ممكن ان
تخطئ لكن هذا أفضل من ألا تتخذ قرارا. نحن لا نملك قرار ولادتنا ولا موتنا هذا شيء
واضح، لكن ما بينهما في هذه الحياة ، نحن نمتلكه بالتأكير بإذن الله تعالى. فلا
بأس أن تحاول اتخاذ قرار وتفشل فتتعلم، ثم تتخذ قرار مرة أخرىبطريقة أفضل وتتعلم. ولذلك أكثر الناس نجاحا هم
أكثر الناس اتخذوا قرارات فاشلة في حياتهم.
أنت أمام خيارين في هذه الحياة، إما
أنك تتخذ قراراتك بنفسك وتتعلم منها، وإما ان تجعل الآخرين هم من يتخذوا القرار
نيابة عنك. لماذا لأن كل حياتنا عبارة عن قرارات، البعض يمكن أن يسأل كيف يمكنه أن
يعرف بانه اتخذ القرار المناسب، سأقول له ممكن جدا أن لا تعرف إلا بعد أن تتخذ هذا
القرار. لكن القرار الجيد هو قرار له
مواصفات، منها أنه يفتح لك فرص وأبواب جديدة، ويجعلك تشعر بشعور راض عن نفسك بأنك
حقا تقوم بتحقيق ذاتك في الحياة، بأنك
تمارس وتعبر موهبتك وعن مهاراتك، ويقربك من أهدافك، ويجعلك تنظر للمستقبل، ويقلل
من إحباطاتك وغضبك، ويجعل الناس يقتربون منك، ويجعل النجاح يقترب أيضا منك. طبيعي
ان القرار الكبير يحتاج إلى تفكير كبير. لكن من أكبر أكبر عوائق اتخاذ القرار هو
التباطء والتكاسل، حقيقة هذا من أكبر عوائق اتخاذ القرار.
دعني أسألك سؤال : هل جربتم مرة أن
تدفعوا سيارة معطلة في الطريق؟ في البداية ستجد صعوبة وأنت تدفع هذه السيارة،
صحيح، لكن بعد أن تبدأ السيارة في التحرك سيخف دفعك لها تماما. هذه النظرية تستطيع
أن تطبقها في حياتك، في البداية ستجد صعوبة في تحديد قراراتك، لكن بعد ذلك ستصير
محترفا في اتخاذ القرارات، وستصير صانعا لها. إن أكثر شيء يحدد شكل حياتنا هي
القارات وليست الظروف. أحيانا القارارات التي اتخذناها في الماضي هي التي منعتنا
من الوصول، بما اليوم نعيش ونحن متألمين لهذه القرارات، يا ترى أي هذه القارارات
التي اتخذتها في الماضي ومازلت تعيش بسببها في الحاضر وفي المستقبل وتشعر بأنها
تؤثر عليك؟.
بعض الناس يخاف من اتخاذ القرار،
دعني أقول لك بأنه لا يوجد شخص في هذه الحياة كانت جميع قراراته صائبة، ولا أعتقد
بأن كل قراراته المستقبلية ستكون صائبة. لكن الفرق هو أنه اتخد قاراته وتعلم منها،
فكان في كل مرة يصير قراره أكثر جودة من القرار الذي قبله.
صمم من اليوم أن تتخذ قراراتك بنفسك
ولا تدع أي شخص يتخذها عنك، وستتعلم منها كثيرا. قد تتعجب إذا قلت لك بأن الإنسان
الناجح في الحياة حسب منظورك ومعاييرك اليوم، يكون قد اتخذ قرارات خاطئة أكثر مما
تظر بكثير، ولذلك لا تخف أن تخطئ الآن، لأن هذه المهارة لن تحسنها ولن تتقنهاة إلا
بكثرة اتخاذ القارات.
الصفة الثانية التي يتحلى بها
الناجحون أن لديهم استراتيجية للوصول إلى ما يريدون ليس كافيا أن يكون لديك الرغبة
لتنجح، بل يجب أن تكون لديك أيضا خطة، بدون خطة في الحياة، فوضعك سيشبه بالضبط
مركبا بلا شراع تتقادفه الأمواج،. لو أردت ان تكون من الناجحين فطبق هذه الصفة الثانية،
وهي أن تكون لديك خطة. اسأل نفسك أين انت الآن وكيف تستطيع أن تصل إلى تحقيق هذه
الرغبة التي لديك، وكيف تعرف بأنك قد وصلت. انظر إلى الصحابي سلمان الفارسي، عندما
اقتنع لم ينتظر ويقول لا علي أن أفكر أكثر في هذا الدين، بل بدأ يسأل ويتحرك ليعرف
أكثر عن هذا الدين ويتبعه، هكذا يجب أن تكون الخطة واضحة. ولذلك قالوا أن الوضوح
قوة، ويعني أن تكون قد حددت الطريق الذي تود أن تسلكه للوصول إلى هدفك. قررت مثلا
أن تقوم بالسير كل يوم لمدة نصف ساعة حتى تتمكن من تخفيض وزنك، قررت أن تدرس عليك
إذن ان تحدد مسلكا دراسيا واضح المعالم. الناجحون في الحياة دائما تكون لديهم
استراتيجية وخصوصا إذا كان أحدا ما قد فعل الشيء الذي تود ان تفعله فقد وفر عليك
لأنه أصبحت لديه خطة، إذن يمكنك أن تذهب إليه وتسأله عن الخطة التي قام بتنفيذها
للوصول إلى هدفه، تعلم منه واستفد منه حتى تستطيع أن تبني خطتك بناءا على الأشياء
التي مر بها، بالضبط مثل من يكون معه قارب ويمر بين الضخور، ولما يرجع يقول لك
انتبه هنالك صخرة على اليمين، انتبه هنالك واد سحيق على الشمال، وبالتالي تكون
الخطة التي تود أن تتبناها أكثر وضوحا وتقوم بتطبيقها. هذه من السنن الكونية أنك
إذا أخذت خطة ناجحة فأنت بإذن الله تعالى ستكون من الناجحين فلذلك لا بد أن تكون
لدي خطة. الصفة الثالثة أن الناجحين يتحملون كامل المسؤولية عن عالمهم هم من
يتخذون قراراتهم بأنفسهم، لا يمكن أن يحدث تغيير في حياتك على المدى البعيد ما لم
تأخذ بنفسك مسؤولية حياتك،لذلك كل ما تعتقد بأنه يحدث لك في حياتك أنه بسببك فأنت
ستفهم جيدا ماذا نعني بأنك تتحمل المسؤولية، لكن إذا كنت تعتقد بأن ما يحدث لك
اليوم بسبب ظرف خارجي وأن ليس لك يد فيه، فاسمح لي أن أقول لك بأنك لم تصل إلى هذه
الصفة بعد. إن المسؤولية هي ثلاثة مستويات، يجب أن تعتقد وتقتنع كما اقتنع
الناجحون أن هنالك شيء يجب أن يتغير في حياتك، وليس يمكن أن يتغير او احتمال أن
يتغير بل يجب أن يتغير. المسؤولية الثانية هو أن هذا التغير ممكن الحدوث وليس شيئا
مستحيل، المستوى الثالث من تحمل المسؤولية أنك أنت من ستقوم بهذا التغيير وليس
مجتمعك أو والدك أو أصدقاءك بل أنت المسؤول عن هذا التغيير وتتحمل نتائجه، غير هذا
فلا تتحمس لأنه لن يحدث أي تغيير بدون ذلك. كثير من الناس يطبق المستوى الأول
والثاني، يعتقد بأن هنالك شيء يجب أن يتغير، مثلا يريد أن يخفض من وزنه، ومقتنع
بأن هذا التغيير يمكن أن يحدث مثلا بممارسة الرياضة، ولكن عندما يتعلق الأمر
بالمستوى الثالث لا يقوم بتطبيقه، لأنه لا يعتقد بأنه هو من يجب أن يقوم بهذا
التغيير، يظن بأنه فقط البرامج أو طبيبه هو من يجب أن يقوم بهذا التغيير لأجله.
هذا خاطئ تماما، لأنك أنت المسؤول الأول والأخير، لأنك إذا لم تعتقد بأنك أنت من
تصنع عالمك فأنت واقع تحت رحمة الظروف وتشعر بأن ليس لك وزن وأن الأمور تحدث لك
وأنت ليس لك أي دخل فيها. لا تخف ستشعر بثقة كبيرة في نفسك لو أنت تحملت المسؤولية
وقلت بأنك أنت قائد سفينة حياتك وليس الظروف، كل شيء يحدث لك أنت مسؤول عنه، ولذلك
الناجين في هذه النقطة تجدهم يعبرون عن هذه الأمور أحيانا في مواقف من الحياة،
فتجدهم في وسط المشكلة يقول هذه مسؤولية أنا المسؤول أنا الذي أتحمل النتائج، أو
يقول أنا سأتكلف بالأمر، بهذا تشعر بأن هذا الشخص قائد ناجح في حياته ويتحمل
المسؤولية. الإنسان يريد حرية بدون مسؤولية، لكن لا يمكن أبدا أن يحدث ذلك في
الحياة. إذا أردت أن تكون من فئة الناجحين، يجب عليك أن تتحمل المسؤولية، وبقدر ما
تتحمل من مسؤولية بقدر ما ستكون ناجحا في حياتك. وأعتقد لو أنكم نظرتم حولكم من القادة
العظام الذين تحملوا مسؤوليتهم أو الذين نجحوا هم هؤلاء الذين استطاعوا أن يصل إلى
ما يريدون.
من
الوسائل المعينة على إجابة الدعاء الخشوع والتذلل والإنكسار بين يدي الله، وبصيغة
أخرى أن تدعوا الله وأنت تقول مثلا ياربي إنا نخشى من عذابك نخشى من عقابك ونقمتك
وسطوتك يا رب انت أقوى الأقوياء يا رب انت الغني عن تعذيبنا فتدعوه رغبا ورهبا
وهذا حال المؤمنين حينما ادعو ويدعو البعض كأننا نمن على الله بدعائنا، اللهم
استجب لنا اللهم اللهم اغفر لنا اللهم تولى امرنا اللهم ارزقنا الجنة، ومن كمال
صفات المؤمنين في دعائهم اظهار الإفتقار.
من
وسائل إجابة الدعاء لكي يكون مقبولا عند الله سبحانه وتعالى أن يكون الداعي على
خير وصلاح، وجاء في بعض الأثر، أن العبد الصالح إذا دعى وقال يا اللهيا الله وارتفع صوته إلى السماء قالت الملائكة
يارب صوت معروف من عبد معروف هذا العبد يارب دائما نسمعه يدعو، دائما نسمعه يشكرك.
يا رب لك الحمد يارب اغفرلي ذنبي ياربي أعني على طاعتك يا ربي انصرني على القوم
الكافرين يا ربي اعني على الظلم يا ربي انصرني على من بغى علي انصرني على من ظلمني
يا ربي اصلح ولدي الحمد لله، يشكر الله ويدعو الله ويستغفره قالت الملائكة يارب
صوت معروف من عبد معروف دائما يطرق أبواب السماء، وإذا ناد العبد السوء صاحب
المعصية المقصر في دعاء الله، قالت الملائكة يا ربي صوت منكر من عبد منكر، قالت
يارب هذا العبد يا ربي لا نسمع صوته إلى إذا احتاج. ولذلك ولله المثل الأعلى نحن
اليوم إذا احتجنا من صديق لنا أو قريب لنا حاجة، بعد أن هجرناه سنينا طوال، ماذا
سيكون حاله عندما نطلبه ذلك الطلب، سيقول الآن تتذكروني الآن تأتيني الآن عندما
صارت لك مصلحة عندي طرقت باب وطلبت مني هذا الطلب، ولله المثل الأعلى، إن كرمه
سبحانه لا حد له وعندما يسارع العبد ويسابق ويكون على اتصال مع ربه سبحانه وتعالى ،
حينما يكون العبد على هذه الحال وبإذن الله يكون قد قام بخطوة مهمة ليتجاب دعاؤه، تعرف
إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة.
من
وسائل إجابة الدعاء أيضا أكل المال الحلال، إذ كيف لرجل يمد يديه إلى السماء يارب
يارب ومطعمه حرام ومشربه وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنا يستجاب له، وكل جسم نبت من
سحت فالنار أولى به تعصي الله وتجاهر بالمعصية وتأكل المال الحرام ثم تريد من الله
أن يستجيب لدعائك كلا. بل لما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة : يا أيها
الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا، قالوا في بعض التفاسير أن من ما يعين على
العمل الصالح، أكل المال الحلال.
من
الوسائل أيضا اليقين برب العالمين والثقة به سبحانه وتعالى على أنه قادر على إجابة
الدعاء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة،
المشكل أن بعض الناس لما يدعوا يقول لن نخسر شيئا سندعوا الله، إذا استجاب الله
فهذا ما نريد إذا لم يستجب لن نخسر شيئا وكأنه يجرب، هذا في الحقيقة من نقص
العبودية لله سبحانه وتعالى، بل عليك أن تدعو وانت موقن بالإجابة.
ومن
وسائل إجابته أيضا حسن الظن بالله تعالى كما قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي :
أنا عند ظن عبدي بي فل يظن بي عبدي ما يشاء، وحينما يمتلئ هذا القلب بحسن الظن
وحسن التوكل بالله الواحد القهار فهو على خير، بل إنه من تمام العبودية أن يحسن
العبد الفقير الظن بالرب العلي القدير، وحينما يدعو الإنسان وهو يحسن الظن بالقوي
القادر، تجد ان قلبه يمتلئ رضا وسعادة وطمئنينة، أنه سبحانه وتعالى قادر على إجابة
سؤله مهمى عظم.
ومن
وسائل إجابة الدعاء أيضا عدم استعجال الإجابة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
ولا يقول أحدكم دعوت دعوت ولم يستجب لي، فربما أخرت الإجابة وادخرت في الآخرة ربما
سرف الله عنك سوءا وبرما تستجب في المستقبل بإذن الله.
من
وسائل الإجابة التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يبتدئ الواحد منا دعاءه
بالحمد والثناء على الله سبحانه والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه
وسلم، بل جاء في بعض الأحاديث، أن الدعاء إذا قدم بالثناء على النبي صلى الله عليه
وسلم والصلام أنه لا يرد.
أيها
الإخوة للدعاء مواطن يستجاب فيها، نذكرها إجمالا وسريعا: بين الأذان والإقامة، ومن
أفضل ما يقضي بينهما كثرة ذكر الله والدعاء والإستغفار، بعض الناس أحيان يحب قراءة
القرآن في هذا الوقت، لكن لتزاحم الفضيلتين من الأفضل والأرجح أن يأخر قراءة القرآن
بعض الصلاة أو في وقت آخر ويستغل هذا الوقت بالدعاء وكثرة الذكر. من مواطنها أيضا
في الصلاة وتحديدا في السجود وبعد التشهد وقبل السلام. من مواطنها عند نزول المطر،
ومن موطانها أن دعاء المسافر مستجاب ودعاء الصائم عند فطره ودعاء المكروب ودعاء
المظلوم.
ما
يفكر فيه الناس ويتحدثون عنه يتزايد ويصبح أفعالا، فمن أين يأتي هذا التحدث مع
الذات وكيف يمكن أن نتحكم فيه وكيف نجعله يعمل لمصلحتنا بدل أن يعمل ضدنا. البرمجة
أو التحدث مع النفس يمكن ان يجعل منك انسان ناجحا وسعيدا يحقق احلامه، أو تعيسا وحيدا
يائسا من الحياة. يقول الدكتور هيلمز تيتر أن ما تضعه في ذهنك سواءا سلبي أو
إيجابي ستجنيه في النهاية. الآن سنتكلم عن المستويات الثلاثة الرئيسية للتحدث مع
الذات:
المستوى الأول للتحدث مع الذات اسميه
الإرهابي الداخلي:
الإرهابي الداخلي هو أخطر مستويات التحدث مع الذات، يمكن أن يجعلك تفقد الأمل
ويشعرك بعدم الكفاءة ويكون لك حواجز تمنعك من تحقيق أهدافك. الإرهابي الداخلي يبعث
إشارات كالتالي أنا خجول أنا ضعيف أنا ذاكرتي ضعيفة جدا، أنا لا أستطيع ان أنقص من
وزني، حاولت كثيرا ولكن لم أستطع، أنا لا أستطيع أن أتوقف عن التدخين حاولت كثيرا
لكنني فشلت، أنا لا أستطيع أن استيقض باكرا، أنا لا أستطيع أن أتكلم امام الجمهور
أنا شكلي غير جذاب. الناس تبعث إشارات سلبية للعقل الباطن وتستمر في ترديدها إلى
غاية أن تصير جزئا من اعتقاداتها القوية وبالتالي تؤثر على تصرفاتهم وأحاسيسيهم
الخاصة بهم وبالعالم حولهم.
المستوى الثاني للتحدث مع الذات هو كلمة ولكن
السلبية: هذا المستوى من
التحدث مع الذات أفضل من المستوى الأول، الإنسان يقول بأنه يرغب بالتغيير ويضيف
كلمة ولكن، وللأسف كلمة ولكن تمحو الإشارات الإجابية التي سبقتها، مثلا انا أود أن
أخفض من وزني ولكن لا أستطيع، أنا اود ان
أتوقف عن التدخين ولكن خائف أن يزداد وزني، أنا أستطيع أن أستيقظ مبكرا ولكن لا
أحب ذلك، الآن إذا قلت لك أنك ممتاز ولكن يا ترى ما الذي سيدور في تفكيرك، كلمة
ولكن تمحو دائما كل الذي قبلها وعلى ذلك الرسالة التي سيحتفظ بها العقل الباطن هي
أنا لا أستطيع، كلمة ولكن يستعملها الناس الذين يهروب من اتخاذ قرار فعال. وراء
كلمة ولكن وكلمة أنا لا أستطيع هنالك خوف يمنع الشخص من الوصول إلى هدفه.
المستوى الثالث والأخير للتحدث مع الذات هو
التقبل الإجابي:هذا
المستوى من التحدث مع الذات هو أقوى المستويات بمراحل وأيضا يكون مصدرا للقوة وعلامة
للثقة بالنفس وتأثير الشخص السليم الشخص يفقد قدرته على النجاح ويؤمن بإمكانية
تحقيق أحلامه. أمثلة من التقبل الإجابي انا أستطيع أن أتوقف عن التدخين أنا أستطيع
أن أحقق أحلامي أنا انسان ممتاز أنا ذاكرتي قوية. هذه الرسائل الإجابية تدعم
خطواتنا خطواتنا بالحماس وبالثقة تجاه أهدافنا إلى أن نقوم بتحقيقها.
وبهذا
الخصوص قال العالم الألماني جوتر أشر الأضرار التي يمكن أن تصيب الإنسان هو ظنه السيئ
بنفسه، لحسن الحظ أنت وأنا وأي شخص باستطاعتنا التصرف تجاه التحدث مع الذات التي
تسبب البرمجة السلبية باستطاعتنا تغيير أي ررمجة سلبية ونضع بمكانها برمجة إيجابية
تزودنا بالقوة لسبب بسيط هو أننا نتحكم بأفكارنا، نحن من نملك عقولنا وعلى ذلك يمكن
أن نغير فيها حسب رغبتنا. قال أرمست هولمز في كتابه النظريات الأساسية لعلم العقل
أفكاري تتحكم في خبراتي وفي استطاعتي توجيه أفكاري، وفي كتابها العودة للحب قالت
ماريام ويليامسون في استطاعتنا في كل لحظة تغيير ماضينا ومستقبلنا بإعادة برمجة
حاضرنا وفي علم البرمجة اللغوية العصبية هنالك مبدأ يقول أنا مسؤول عن عقلي إذن
أنا مسؤول عن نتائج أفعالي من حقك وباستطاعتك أن تفكر بالطريقة التي تريدها وأيضا الذي
يعجبك، ليس هنالك شخص يستطيع أن يوجه أفكارك، أفكارك تحت سيطرتك أنت وحدك، الإرشاد
إلى التحدث مع الذات للإتجاه السليم يمكن ببساطة ان يصنع العجب ويحول حياتك إلى
تجربة نجاح وسعادة، سأقدم لك أمثلة لبعض الرسائل الإجابية الفعالة : أنا قوي أنا
سعيد أنا هادئ الأعصاب أنا امتلك ذاكرة قوية.
والآن
سأعطيك خمسة قواعد لبرمجة عقلك الباطن:
- واحد
يجب أن تكون رسالتك واضحة ومحددة.
- اثنية
يجب أن تكون رسالتك إجابية.
- ثلاثة
يجب أن تدل رسالتك على الوقت الحاضر.
- أربعة
يجب أن يصاحب رسالتك إحساس قوية بمضمونها حتى يقوم العقل الباطن بقبولها وبرمجتها
يعني لا تقول أنك قوي بدون أن تكون مؤمنا بذلك بكل احاسيسك.
- خمسة
يجب أن تكرر الرسالة عدة مرات إلى أن تتبرمج تماما، أعتقد أنك الآن تمتلك من
المعلومات ما يكفي عن التحدث مع الذات أو القاتل الصامت.