الصفحات

الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

البرمجة الذاتية

لا بد وأنك تتحدت مع ذاتك في كثير من الأحيان فهذه طبيعة البشر، وكثيرا ما تسمع بداخلك صوتين متناقضين، على سبيل المثال عندما تنوي الإستيقاض مبكرا لعمل شيء ما، تسمع صوتين من داخلك أحدهما يحثك على النهوض والآخر يشجعك على أن تظل راقدا في سريرك مع الدفئ والراحة، فلمن ستكون الغلبة؟، وتبدأ في التحدث مع ذاتك فلى تنتبه إلى الدرس، وتبقى مشوشا. تلك الأفكار التي ترسلها إلى ذاتك غالبا ما تكون سلبية فتقول لنفسك مثلا لابد وأنني قمت بشيء خاطئ، هل فشلت في الإمتحان هل سيقوم بمعاقبتي أو توبيخي لن تعرف أبدا الجواب حتى انتهاء الحصة، وعند انتهائها فإذا بالأستاذ يستقبلك بابتسامة عريضة ويمدحك ويهنئك على نجاحك في الإمتحان، وبأنك نجحت بامتياز. أو تخيل تجربة لم تحدث بعد لا بد وأنك تشعر بالإنزعاج من نتائجها و تظن أنه من الأفضل الشعور بالهموم من الآن. إنها طبيعة البشر نتحدت إلى أنفسنا ودائما ما نتوقع السلبيات، مما يؤدي إلى برمجة ذاتنا على أفكار سلبية تؤدي بنا إلى سوء التصرف ...إن البرمجة الذاتية تلاحقنا في كل لحضات حياتنا تتبع افكارنا واعتقاداتنا لذلك علينا أن نكون حذرين في اختيار افكارنا فنظرتنا لأنفسنا لها تأثير عميق على برمجة ذاتنا وبالتالي على تصرفاتنا فمن يعتقد بأنه خجول فإن الخجل حتما سيظهر في تصرفاته.

هناك ثلاثة مستويات نخاطب بها أنفسنا وهي :

الإرهاب الذاتي
هذا النوع من الخطاب مع الذات خطير جدا ويجب الإنتباه إليه جيدا لماذا ؟، لأنك عندما تتكلم مع نفسك بأسلوب سلبي كأن تظهر لنفسك عدم مقدرتك وقلة حيلتك في أحد جوانب الحياة، فإنك بدون أن  تنتبه ترسل إلى عقلك الباطني رسائل مدمرة للذات، ويكون نتيجة ذلك شعور بعدم الكفائة وفقدان للأمل، مما يعيقك في تحقيق أهدافك والنجاح في مختلف جوانب حياتك، ومثل هذا الكلام يكون : كأنا جبان، أنا ضعيف...

كلمة ولكن السلبية
هذا المستوى هو أقل ضررا على الذات، حيث نلمس فيه بأن الشخص يريد التغير والنجاح ولكنه يضيف كلمة ولكن فتنفي كلما قبلها، كأن تقول مثلا سأعمل بجهد لكنني قد لا أنجح، سأحاول أن أصير اجتماعيا لكنني خائف لا أستطيع، هنا الشخص يظهر رغبته في أن يكون اجتماعيا، وما يحبطه ويتنيه عن ذلك هو اتباع كلامه الإيجابي بكلمة ولكن التي غالبا ما يأتي بعدها يكون سلبيا.  إن ولكن تنفي كل ما سبق فتحتفض الذات بالأفكار السلبية، فانتبه أخي الزائر واحذر من استخدامها.

التقبل الإيجابي
في هذا النوع من الخطاب مع الذات يكون الكلام إيجابيا ومحفزا ومؤثرا على العقل الباطني تأثيرا إيجابيا، ومن ثماره أنه يعزز الثقة بالنفس، والتقدير الشخصي السليم كقول أنا ذكي أنا ذاكرتي قوية...لذلك عليك دائما أن تمدح نفسك، وتحمسها عندما تعزم على فعل شيء ما، وتذكر بأنك خلقت في أحسن خلق، ولو أنك محيط بحجم قدراتك وإمكانياتك الذاتية، لعلمت بأنه لا شيء يقف أمام رغبتك في تحقيق النجاح.
أتمنا أن تكونوا قد استفدتم، وبدأتم في الإنتباه على أفكاركم.

من كتاب قوة التحكم بالذات، تأليف ابراهيم الفقي.