من
الطاقات التي وهبنا الله إياها، هي طاقة يسمونها الطاقة العاطفية، ما هي هذه
الطاقة العاطفية؟ الطاقة العاطفيات هي نوع من الطاقات التي خلقها الله فينا. لكن
لا بد أن نفرق بين أمرين في الطاقة العاطفية، الأمر الأول وهو الحاجة الجنسية،
والثانية الحاجة العاطفية. المقصود بالشهوة الجنسية هي الشهوة التي وضعها الله عز
وجل فينا من أجل الإنجاب والذرية. العاطفة الوجدانية هي مجموعة المشاعر والأحاسيس
التي نتحرك بها.
بعض
الناس لديهم نوع من الخلط بينهما، ويظن بأن الشهوة الجنسية إذا خفت تخف العاطفة
الوجدانية وهذا غير صحيح على الإطلاق، فالعاطفة الوجدانية هي التي تجعل العلاقة
والمعاشرة بين الزوج وزوجته تستمر، هي التي تجعل الأب يصبر على أبنائه، هي التي
تجعلنا نصبر على جفاء الأصدقاء والأقران. بل إن الطاقة العاطفية أو الحب مع الأياد
تزداد وتتقوى العلاقة. وإذا أطلقناها فإن العديد من الأمور ستحصل في حياتك، وأعني
بإطلاقه أن تعبر عنها، كأن تعبر عن قلقك أو انزعاجك او انبساطك وسرورك. هذا
التعبير بحد ذاته يريح الناس ويطلق فيك هذه الطاقة العاطفية والتي تزيد من الأيام.
للأسف الشديد، اليوم هنالك الكثير من المشاكل التي تحدث بين الأزواج والتي تصل في
بعض الأحيان إلى الطلاق سببها عدم إطلاق الطاقة العاطفية، وذلك بسبب عدم تعبير
الزوج أو الزوجة عن مشاعرها لبعضهم البعض، فيحدث نوع من الجفاء بينهم وكأنه فقط
بيت مفتوح لا يعرف إلى الطلبات ومستلزمات الأولاد وهكذا. بمجرد ما تدخل الطاقة
العاطفية هذا البيت فإن كل شيء يتغير، بحيث يعبر الأب والأم والأبناء عن مشاعرهم.
ولذلك ما الذي يجعل الزوج يصبر على عصبية زوجته مثلا أو زوجة تصبر على سوء خلق
زوجها في الحب والعشرة، السبب هو انهم قضو سنينا مع بعضهم البعض، وهي لا تريد أن
تفقد هذا الأمر، والنساء معروفات بأنهم أكثر صبرا من الرجال، يعني أنهن هن اللواتي
يحضن البيت، لذلك أي بيت تجده قائم تجد فيه المرأة هي الموجهة فيه التي تعرف
أولادهم ما أين يذهبون وماذا يفعلون وكذلك كل حاجات البيت. هذه العشرة وهذا الحب
الموجود في البيت هو الذي يساعد على إطلاق الطاقة العاطفية.
إن
الحب أنواع، أول حب هو حبك لله عز وجل، فحبك لله عز وجل هو يقينك بأنك ستقف أمامه
في يوم من الأيام وستحاسب، حبك لله عز وجل
في استجابته لدعوات كثيرة لك وإخراجك من مشاكل كثيرة ونجاك من مصائب كثيرة، ألا
يستحق هذا الإله العظيم الله عز وجل أن تحبه، عليك أن تبدأ به بأن تحب الله وأنك
يوما ما ستحاسب، بهذا الشعور سوف تشعر بنوع من القوة، أن هنالك قوة مذهلة متمثلة
في رب العالمين وأن هذه القوة هي دعوة مستجابة تدعوها فيستجيب لك وأدى سيمنعها عنك،
وهكذا سيدخل حبك لله عز وجل، ولما يبدأ حبك لله عز وجل يكبر في قلبك، فإن ذلك يساعدك
جدا بشكل كبير جدا على تفجير طاقة العاطفة لديك، فتبدأ تتذكر نعم الله عليك وتتذكر
الأدعية التي كنت تدعوه بها فيستجيب لك وغيرها. أيضا من أنواع الحب التي تفجر في
نفسك هذه الطاقة هو أن تحب نفسك، ولكن لا يجب أن تكون أنانيا، فالرسول صلى الله
عليه وسلم يقول : واحرص على ما ينفعك، يعني أحب نفسك لكن لا تحب ذلك الحب الأناني،
فمثلا، تخيل أنك جالس في المسجد، ثم أقيمت الصلاة وأنت جالس في الصف الثاني، فجأة
في الصف الأول ظهرت فتحة، يعني في مكان، وبدل أن تقول للشخص الذي بجانبك تفضل
ويقول لك تفض، أحب نفسك في هذه اللحظة وتقدم في الصف الأول بدون أي عزيمة أو دعوة
لأنك تحب نفسك، فترفع بها قدرك للعلياء، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن
الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها. فبالإضافة إلى اهتمامك بتطوير ذاتك عليك في
نفس الوقت أن تحب نفسك وتطلق هذه الطاقة. أيضا من الأمور التي تساعدك في إطلاق هذه
العاطفة أن الإنسان لا يشعر بجفاف بداخله عندما
يشعر بأنه مرتاح مع شخص معين فيذهب إلى هذا الشخص ويقول له إني أحبك في
الله، الرسول عليه الصلاة والسلام يرى أحد الصحابة وهو يتكلم معه ويقول يا رسول
الله إني أحب فلان في الله، قال هل أخبرته، قال لا، فقال له : اذهب وأخبره، فذهب
وأخبره. لما تخبر شخصا ما أنك تحبه لما يكون بجانبك، فهذا يطلق عندك عاطفة الحب.
من
المهم جدا أن تقوم بإطلاق عاطفة الحب للناس الذين حولك، تطلقها لزوجتك وأبنائك، إن
هذا مهم جدا، لا تخف وقم بذلك. إن قضية إطلاق العاطفة والتعبير عن المشاعر والحب
للناس من حوله هي مسألة طبيعية، بالعكس هذه هي الطاقة طاقة الحب التي نبحث عنها،
لا نعش هكذا كأننا آلات، بالعكس الواحد عندما يكون يعيش وهو يقول لمن حوله لزوجته
وأبنائه وحتى المدير بارك الله فيك عملك رائع، هذا تفجير للطاقة طاقة الحب بأن
أعبر لك عن إعجابي بعملك، وهذا لن ينقص من قدرك شيء، هذه هي الطاقة التي أريد منكم أن تطلقوها، طاقة الحب، طاقة العاطفة.