ما هو الإرهاق النفسي، ما هي أسباب الإرهاق النفسي، وما هي النتائج الناجمة عنه، وما هي أنواعه وكيف تعالج نفسك من الإرهاق النفسي وتتخلص منه، تعرف على أجوبة كل ذلك والمزيد في هذا الموضوع المميز عن علاج الإرهاق النفسي.
الإرهاق النفسي أمر لا يمكننا الفرار منه، فهو جزء ضروري في حياتنا لتحقيق التوازن، حتى إن رغبنا في عيش حياة خالية من الإرهاق النفسي يظل ذلك ضربا من المستحيل، وأمرا لا تستطيع تحقيقه أبدا، لكونه جزء طبيعي في الإنسان، عليه أن يتعامل معه ويعرف كيف يحد من تفاقمه.
الإرهاق النفسي أمر لا يمكننا الفرار منه، فهو جزء ضروري في حياتنا لتحقيق التوازن، حتى إن رغبنا في عيش حياة خالية من الإرهاق النفسي يظل ذلك ضربا من المستحيل، وأمرا لا تستطيع تحقيقه أبدا، لكونه جزء طبيعي في الإنسان، عليه أن يتعامل معه ويعرف كيف يحد من تفاقمه.
لكن ما يزعج ليس الإجهاد النفسي، وإنما ردة فعلنا في مواجهة الإجهاد النفسي هو بالذات ما يعكر صفو حياتنا.
بالفعل فعندما نتكلم عن الإجهاد النفسي فهو ردة فعل طبيعي على حدث أو وضعية يظهر تأثيره على جسدنا وحالتنا النفسية، ويصير مشكلا عندما لا نعرف كيف نتعامل مع هذا الحدث أو الوضعية، وفي هذه الحالة قد يتسبب بالشعور بالقلق والرهاب غير الطبيعي، والعديد من المضاعفات والمشاكل.
تعريف الإرهاق النفسي :
الإرهاق النفسي التوتر أو متلازمة التكيف العام، هي آلية طبيعية تسمح للفرد أن يتكيف مع الأوضاع المتغيرة، إنه يعدنا للقيام بردة فعل مناسبة، إلا أنه عندما يتجاوز الحدود يصير ضارا.
وترتبط درجة الإرهاق النفسي بنظرة ورأية الشخص لدرجة خطر وتأثير هذه الوضعيات المتغيرة.
ما الذي يحدث للجسد عند حصول الإرهاق الجسدي ؟
عندما يحدث للإنسان موقف مؤثر، يحرض ذلك تفاعلات متتالية في الجسد. تبدأ بالدماغ وتنتهي بإفراز هرمونات الكورتيزول بواسطة الغدد العضوية التي تكون فوق الكلي. هذا الهرمون يحفز جزئيين من الدماغ، أولا القشرة الدماغية الذي يستجيب لمحفزات التوثر ويكون مسؤولا عن الرد المناسب – كالهرب، المواجهة، عدم التحرك ...، ثم يأتي دور الجزء الدماغي الثاني hippocampe وهو جزء يكون داخل الدماغ، يقوم بتخفيف شدة ردة الفعل. في حالة إذا طال هذا التوثر وصار أكثر تأثيرا، لن يكون بمقدور هذا الأخير المحافظة على توازن النظام في جسد الشخص. وبالتالي يغزو هرمون الكورتيزول الدماغ ويرهق الجسد مما قد يسبب العديد من الأمراض.
ما هي انواع الإرهاق النفسي ؟
هناك ثلاثة أنواع من الإرهاق النفسي، تختلف فيما بينها في الخصائص والأعراض والمدة التي تستغرقها :
النوع الأول الإرهاق النفسي الحاد : وهذا الإرهاق هو الأكثر تفشيا، وتنتج بسبب الضغوطات اليومية التي تحدث للشخص، ومن السهل التعرف على أعراض هذا النوع فهي لا تؤثر عل الشخص إلا لمدة قصيرة ثم تزول. من بين هذه الأعراض : آلام في الظهر أو في الرقبة وتوثر عضلي، ألم في الرأس، أيد أو أقدام باردة، خفقان القلب.
النوع الثاني الإرهاق الحاد العرضي : ويحدث لمجموعة من الأشخاص يكونون غالبا حساسين، بحيث عندما يركزون على مهمة ما وغالبا عندما يفشلون يشعرون بهذا النوع من الإجهاد ويصيرون متشائمين ومنتقدين بدون توقف لظروف عملهم – المحيط العلاقات والآلات- ويجدونها وسيلة ناجحة لكي يفسروا احساسهم بالإرهاق النفسي. من بين أعراض هذا النوع : القلق، فقدان الحافز، فقدان الهدف في الحياة، جهلهم للحالة التي وصلوا إليها.
النوع الثالث الإرهاق المزمن : هذا النوع من الإرهاق صعب جدا، فهو يزداد مع مرور الوقت ويكون مصاحبا لتأثيرات سلبية على المستوى البدني والشعوري. وتحدث نتيجة لصدمة بدنية أو شعورية لا يستطيع فيها الشخص أن يتخلص منها وتستمر في زعزعة الحياة العادية له.
علاج الإرهاق النفسي :
فيما يلي مجموعة من الوسائل لعلاج الإرهاق النفسي أو التخفيف من أعراضه :
التغذية : اتباع نظام غذائي صحي تحتوي على ألياف كربونية أو الكربوهيدرات، وتقليل الدهون الحيوانية إلى أدنى حد ممكن. إذا كنت موظفا تناول طعاما خفيفا في ساعات العمل وخذ وقتك في مضغه جيدا. تجنب تناول القهوة. تناول فيتامينات إضافية مثل فيتامين c و b6.
الأنشطة البدنية : مارس رياضة معينة. خذ نفسا عميقا بانتظام. اخرج واستنشق الهواء في الخارج من حين لآخر.
تمارين التأمل : التأمل جد مفيد في التخلص من الإرهاق والتوثر النفسي. لممارسة التأمل بأفضل طريقة : إذا كان بالإمكان جد مكانا هادئا. أطفئ أو خفض من شدة الضوء. حدد أوقات لممارسة التأمل كل يوم. تأكد من أنه لن يتم إزعاجك في الوقت الذي ستكون فيه في حالة التأمل. اجلس في المكان الذي ستشعر فيه براحة أكثر واتخذ وضعية مريحة على الكرسي مثلا. دع الأصوات المحيطة بك تعوم حولك، لا تقاومها، استنشق الهواء بعمق بأنفك، وأخرجها من خلال فمك 3 إلى 4 مرات مع تخيل جسدك مسترخيا مع كل تنفس.
العناية العاطفية : حسب مجموعة من الباحثين سوف تعيش لفترة أطول وأكثر ازدهارا إذا كنت تقوم بعمل تحبه ويجلب لك النجاح. كل فرد يحتاج إلى تحقيق انجازات ويكون سعيدا بما يفعل. و يحتاج بالخصوص إلى تقدير واحترام الذات أكثر من أي شيء آخر . وينصح العديد من الباحثين بهذه الأمور : معرفة كيف تقدر نفسك عندما تنجز عملا بشكل جيد. معرفة كيف تقدر وتثمن انجازات الآخرين. عندما تفعل شيئا يجعلك سعيدا أو يثير اهتمامك، يختفي الإرهاق السلبي. اضحك 10 دقائق يوميا وطور روح الدعابة لديك. كن متحمسا وقدر ما تقوم بعمله عندما تعمله. كافئ نفسك عندما تنجز شيئا رائعا. ضع قائمة بالأشياء التي تهيجك، حدد تلك التي يمكنك حلها بسهولة، وحلها. شاهد أفلام مضحكة.
النوم : مشاكل النوم قد تعني بأننا في حالة توثر، وعدم أخذ وقتنا الكافي في النوم يرفع من احتمال إصابتنا بالإرهاق النفسي. إذن خذ كل احتياطاتك لتنعم بنوم عميق وكاف.
روح عن نفسك : من فترة لأخرى قم بالسفر واكتشاف مناطق جديدة، خصوصا الأماكن الهادئة والرائعة وذات المناظر الطبيعي الخلاب كالجبال والأنهار والشلالات، اقترب أكثر من الطبيعة. قم بممارسة هوايات تعجبك. بإمكانك أيضا أن تتمشا في مدينتك، أن تقرأ كتابا يعجبك المهم أن تقوم بما يروح عن نفسك ويخفف عنك الإجهاد النفسي.
توقف عن القلق من الأشياء التي لا يمكنك تغييرها : تعلم قبول الأشياء كما هي. هذه وسيلة جيدة لتعلم السيطرة على النفس، حتى لو كان ليس سهلا تطبيق ذلك كما يبدو. تكيف مع الأشياء التي لا يمكنك تغييرها.
اجعل حياتك أكثر بساطة : حياتنا الحديثة يمكن أن تكون معقدة جدا ومتطلبة. فإنه من السهل أن يكون انطباعا بأنها بقيادة العالم بدلا من العكس. حاول تبسيط مجالات حياتك من أجل الحصول على مزيد من السيطرة على قراراتك. خذ اجازة. اعطي لنفسك الوقت للاسترخاء في الشركة في المنزل أو الجامعة. تمشى مع عائلتك. حاول ملأ أيامك بأنشطة بسيطة. يمكنك أيضا أن تتعرف على الطريقة الأفضل لجعل حياتك أكثر بساطة في هذا الرابط : اجعل حياتك أكثر بساطة.
لا يفوتك هذه المواضيع :
كيف تغير نظرتك للحياة وللآخرين، وكيف تأثر على من حولك، خطوات لجعل نظرتك للحياة سليمة...
ما المقصود بتطوبر الذات؟، ولماذا نرغب بتطوير ذاتنا؟...وكيف يمكن تطوير الذات ؟