الصفحات

الاثنين، 16 مايو 2016

كيف تحول الحزن إلى الإبداع



كيف تحول الحزن إلى الإبداع، أفضل طريقة لتستفيد من الحزن وكل المشاعر السلبية وتجعلها دافعا ومحفزا لك للإبداع والنجاح في الحياة، هل يمكنك حقا الإستفادة من المشاعر السلبية، اكتشف ماذا يقول العلم.
الحزن شعور ينتابنا جميعا بدون استثناء، هذ الحزن رغم أنه طبيعي إلا أنه يمكن أن يصير سلبيا ويؤثر بالتالي على صفو الحياة، ويمكن أن يكون هذا الشعور سلبي من الصعب التعامل معه خصوصا في المجتمع الذي يعتبر مثل هذه المشاعر كشيء لا ينبغي لنا أن نسهب في الحديث عنه. ومع ذلك، من المهم أن نعترف بأن المشاعر السلبية لا تقل أهمية من تلك الإيجابية.المشاعر السلبية هي حاسمة لسعادتنا الشاملة والرفاه. إنها هنا معنا لتقول لنا شيئا، تساعدنا على إعطاء معنى لتقلبات الحياة وتقييم تجاربنا. عندما تنابنا، لا ينبغي الحكم عليها أو قمعها، بل ينبغي أن ينظر إليها باعتبارها أداة لتعيد نفسك مرة أخرى إلى المسار الصحيح.

عندما نواجه المشاعر والتفكير السلبي الذي قد يكون الحزن مثلا، فمن المهم أن نركز على كيفية الاستفادة منه بدلا من محاولة القضاء عليه نهائيا. وجود النظرة الإيجابية للحياة هو مفيد للغاية، ولكن بالنسبة للكثير منا يمكن أن يشكل تحديا للوصول إلى هذه الحالة على أساس منتظم. ولكن هل تعلم أن إيجاد سبل لتوجيه الأفكار والمشاعر السلبية يمكن أن يحقق قدرا كبيرا من الإبداع؟
ماذا يقول العلم حول الإبداع والمشاعر السلبية :
العديد من المؤلفين والفنانين الناجحين اشتهروا بسبب مرورهم بفترات من الاضطراب العاطفي أدى بهم إلى خلق بعض من الأعمال الفنية الأكثر جمالا وشهرة في العالم. إن هذا يدفعنا إلا التساؤل هل هناك علاقة بين المشاعر السلبية كالحزن والإبداع؟
لقد كان يعتقد منذ فترة طويلة أن المشاعر الإيجابية هي الوقود للإبداع وتحقيق الإنجازات لكن الباحثين اليوم وجدوا أن أفكارنا الإبداعية الأكثر تعقيدا وأكثر الإنجازات شهرة ونجاحا خرجت من فترات مظلمة مر بها الإنسان.
في المقال العلمي :"الجانب المظلم من الإبداع : وجود ثغرة بيولوجية والمشاعر السلبية تؤدي إلى مزيد من الإبداع الفني" الذي كتبه Modupe Akinola، دراسة قد أجريت شملت ردود الفعل الإيجابية والسلبية لمجموعة من الأشخاص الذين طلب إليهم الحديث عن وظيفة أحلامهم. كل شخص استقبل ردود فعل إيجابية أو سلبية من الأشخاص الذين يستمعون إليهم. بعد التجربة، طلب من المشاركين إنشاء ملصق. وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تلقوا ردود فعل سلبية أظهروا مزيدا من الأعمال الذاتية والإبداعية والكثير من الفن بالمقارنة مع الأشخاص الذين جربوا ردود فعل إيجابية.
إنها تجربة بسيطة ولكن ماذا إن كانت تبين لنا أن مشاعر الحزن تجعلنا أكثر تعملقا وتركيزا لمنحى التفاصيل وأنها لها علاقة بين العاطفة والإدراك.
يبدو أن المزاج القاتم مثل الحزن والقلق والشك الذاتي والاكتئاب يمكن أن تحفز فعلا مناطق الدماغ التي تتحكم في الانتباه والتفكير التحليلي والآراء والأفكار المجردة. الإحباط والغضب يمكن أن يغذي النزعات الإبداعية والأفكار كما أنها وسيلة الدماغ في التعامل مع هذه المشاعر.
كيف تحول الحزن إلى الإبداع :
المشاعر السلبية شائعة ويمكن أن تكون مدمرة إذا لم يتم التعامل معها بالطريقة الصحيحة. هذا لا يعني أن تقوم بالقضاء على هذه المشاعر تماما ولكن فق الحد من نفوذها وتأثيرها السلبي علينا. بدلا من إجبار أنفسنا على التخلص منها، علينا أن نتقبل المشاعر السلبية وأن نستخدمها كوسيلة لنكون أكثر إنتاجية.
إذا وجدت نفسك تشعر بالحزن، بالإحباط أو الغضب، بدلا من الغوس في تلك العواطف والقيام بشيء السلبي مثل مشاهدة التلفزيون أو تصفح الانترنت، ستكون في حالة أفضل بكثير إذا انخرطت في الكتابة أو الفن أو ممارسة الرياضة أو القراءة أو تعلم مهارة جديدة. بأخذ هذا في الاعتبار، نعرض لكم بعض العناصر الهامة التي يجب مراعاتها عند توجيه العواطف السلبية بطريقة إيجابية للإستفادة منها وتسخيرها لرفع الإبداع.
1. تحديد المشاعر السلبية
هذه هي الخطوة الأولى الحاسمة، وهي معرفة المشاعر السلبية التي كنت تشعر بها مؤخرا، وتقبلها كيفما كانت. إذا كنت تشعر بأن المشاعر السلبية كالحزن لا تغادرك أو تظهر بانتظام فهذه فرصة لتوجهها حتى تصير وسائل إبداعية مفيدة أكثر. قم بطرح الأسئلة حول هذا الشعور حتى تعرف سبب شعورك بالحزن أو أي شعور سلبي آخر، هذا سيساعدك لتحديد المشكل والإقتراب أكثر من الحل.
2. توجيه المشاعر السلبية نحو المشاكل وليس الناس :
من المهم أن تستخدم العملية الإبداعية باعتبارها وسيلة لتوجيه حالة سلبية بعيدا عن الآخرين. التركيز على الإبداع لا يكون فقط علاجي ومن أجل السماح للإلهام بالتدفق، ولكن أيضا من أجل توجيه الحزن والإحباط، والقلق أو الاكتئاب بعيدا عن من حولك لتجنب الصراعات الغير الضرورية معهم، لأن الشخص في حالة الحزن قد يكون منفعلا وقد يسبب له ذلك مشاكل مع الآخرين، لذلك بدل التفكير في الآخرين فكر أكثر في المشاكل التي لديك، ووجه مشاعرك السلبية نحوها.
3. لا تتهم نفسك :
عندما تكون في حالة العملية الإبداعية من المهم حقا أن لا تحكم على نفسك وتقسو عليها. عندما تكون تعاني من المشاعر السلبية تكون من السهل أن تقع في هذا الفخ. إن الإبداع هو عملية إيحائية وهي تعمل بشكل أفضل عندما تكون خال من الإفراط في تحليل وتقييم أفكارك.
هذه بعض النصائح أرجو أن تكونوا قد استفدتم منها، وأدعوكم لقراءة هذا الموضوع الرائع :