ترتبط السعادة بالرضا بقضاء الله وقدره، فالإنسان السعيد يقبل ويرضا بما قدر، إنه يعلم جيدا بأن ما حصل له قد حصل ولا تبديل لأمر الله. ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا رفعت الأقلام وجفت الصحف. هذه حقيقة لا بد من أن نعيها جيدا إن أردنا لأبواب السعادة أن تفتح لنا، خصوصا أننا في هذا الوقت العصيب صار هم كل فرد جمع المال والتمتع بملذات الحياة، على حساب سعادته وراحته وصحته. السعادة والخير في الرضا
إن من سوء تفكير المرء أنه يتحسر على شيء قد فاته، في حين أن الحياة لازالت أمامه، أو ينفق وقته على اللوم والحزن والتفكير في الهموم، بينما بإمكانه ليخرج من هذه الحرب النفسية أن يصدق بقضاء الله وقدره ويسلم أمره لله. ومن سلبيات عدم الرضا بقضاء الله وقدره : تهويل الأمور، التفكير السلبي وفقدان التحكم بالنفس الذي يؤدي إلى تراكم الهم والحزن. إن كل أمر هو بيد الله، نحن نبذل الأسباب ويبقى نجاحها على الله. إن لم نرضى بما نحن عليه الآن، إن لم نرضى بما قدر الله علينا في المال والأولاد والزوجة والزوج والعمل فإنني لا أعتقد بأننا سنرضى بأي شيء يوهب لنا. إن الرضا بقضاء الله وقدره يجعلك تسعد بما تملك وتستمتع به ولا تهول من الأمور وتعطي كل أمر حقه، فلا نغال في الحزن ولا الفرح، ونعتدل أكثر في عيش هذه الحياة، وبها نمتلك القدرة على الصمود وتحمل المصائب، وبها تبرز همة الرجال وصبر النساء.
يعرف الإنسان السعيد بحسن أخلاقه وقوة قيمه وعظمة مبادئه ووضوحهمم ورسوخهم في جبينه، والإنسان المذموم انسان سيء الأخلاق، ضعيف القيم والمبادئ، إن عظمة المرء تتضح بقدر قوة أخلاقه وحسنها إذ كيف نتصور صفة الكذب أو النميمة وغيرها من الصفات الذميمة موجودة عند انسان سعيد محبوب لدا الله وعباده،
وفي الأصل كل انسان قد خلق على الفطرة السوية بما فيها الأخلاق الحميدة الحسنة، لكن الإنسان بجهله يغير من هذه الفطرة العظيمة ويتخلى عن أحد أهم أسباب السعادة الحقيقية ألى وهي الأخلاق الحميدة، إن هذا الكنز لن تجده في باطن الأرض ولا في الصحاري والبحار والسحب.... لأنه موجود في باطنك أنت، فكر في عظمة خلق الإخلاص وكيف ينير لك الدرب ويحميك من التوهان، الإخلاص لله الإخلاص لمبادئك وقيمك تقويك تجعل منك بطلا لمبادئك تجلب لك السعادة، فكر في خلق الصدق وكيف يجعلك في راحة وسكينة لقولك الحق، فالصدق طمأنينة والكذب ريبة، وكيف يجعلك قويا وواثقا في كلامك وواضح البيان، فكر في خلق التسامح وكيف يزيل عنك الكرب والهم وعن قلبك الحقد والضعينة ويقوي أواصر المحبة والوئام قال تعالى : <خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين>، فكر في خلق الصبر والتواضع، والمحبة، والإحسان .... فكر كيف تجعلك عظيما وانسانا سعيدا.
عندما تصلي صلاتك بخشوع، أو تستمع لكلام الله عز وجل بصوت أحد القراء، أو تقرأه بنفسك، عندما تقول كلمة طيبة لأخيك ...،فإنك تشعر باحساس رائع. إننا نشعر بالسعادة عند فعل الخير وعبادة الله عز وجل وطاعته. قد تندم على أي شيء آخر لكنك لن تندم أبدا على الإحسان، ولمذا تندم وأنت أحسنت إلى مسكين، أو أرشدت تائها،
خصوصل أن هذه الأعمال تؤجر عليها في الدنيا وفي الآخرة. فقط أن تنعم بالراحة والسعادة فقد نلت نعمة عظيمة، وهدية رائعة. إن من ينال السعادة والراحة هو من يصدق في إيمانه، ومن يجري وراء هذه الدنيا ويوليها كل اهتمامه تسبقه الدنيا بأميال كثيرة، فلا يلحقها ولو صعد على متن طائرة نفاثة، وإن من يتبع سبيل الهداية بطاعة الله عز وجل، تأته الدنيا راغمة.
إن حبنا للدنيا قد ألهانا عن العبادة، وبالتالي نسينا أننا هنا في اختبار، لذلك مجموعة من المشاهير والأغنياء ينتحرون لأنهم ليس لديهم الإبمان بالله عز وجل، هم قد امتلكوا أموالا طائلة، وشهرة هائلة، وقوة وسلطة، لكن لم تتحقق لهم السعادة وراحة البال، إذا كانت بطونهم وجيوبهم ممتلئة، فإن أرواحهم خاوية، وكم من ثري ومشهور جال الدنيا وأكل ما لد وطاب فيها، وحقق نجاحات كبيرة وجمع مالا كثيرا وحقق الشهرة وكان ختامه انتحار. إن سعادة النفس لم ولن تكن في المال والذهب والشهرة والسفر، إن سر السعادة الحقيقية في العبادة. إن كل انسان يبحث عن السعادة عليه أن يبحث في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وكتب الدين، على كل واحد منا أن يراجع نفسه ، ويعرف ما لها وماعليها، ويرى وضعه مع الفرائض والطاعات. كم تشتاق النفس لكلمة الله، والروح للصلاة، والقلب للإيمان، فأنا لا أجد أعظم من الصلاة راحة واطمئنانا للنفس، وفرجا للكروب، وعلاجا للهموم، كان رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر قال < أرحنا بالصلاة يا بلال> فكان يجد راحته في الصلاة، ولا أجد خيرا من ذكر الله عز وجل وطلب العون منه والمغفرة ألا بذكر الله تطمئن القلوب، لذلك ولكل من يبحث عن السعادة هل أديت فرائضك وأقمت صلاتك وأطعت خالقك؟.
السعادة في الحياة هي أمل كل انسان، لا يهم كم سيبدل من جهد من أجل أن يكون سعيدا، ويظفر بهذا الشعور الثمين. فنحن عندما نريد الوصول إلا هدف معين أو تحقيق نجاح في حياتنا فإننا في الحقيقة نبحث بذلك عن السعادة، نحن نعبد الله لنسعد، نعمل لنسعد، نصادق لنسعد، نجمع المال لنسعد، كلما نفعله هو ليس سوى إيمان منا بأننا بذلك نقترب من السعادة المنشودة، فنحن متى كنا في سعادة نكون قد حققنا الهدف المنشود، فالسعادة بكل بساطة هي النجاح الحقيقي. منبع السعادة القلوب لا البنوك
كل شخص له رؤية خاصة به عن السعادة، يراها من زاوية مختلفة ويلمسها من جانب آخر، حتى الفلاسفة وكبار المفكرين يختلفون في تحديد تعريف للسعادة، وفي تحديد أسبابها. من الخطء الإعتقاد بأن الشعور بالسعادة رهين كليا بتحقيق أمور مادية، وجعل التعاسة مرتبطة بعدم تحقيقها، حيث نشعر بأن سعادتنا تتحقق عندما نحصل على شيء نظن أنه ينقصنا، وغالبا نكون في غنا عنه، ويكون الدافع وراء الإعتقاد بإمكانية كونه سببا للسعادة، أننا وجدناه بين ممتلكات الآخرين فصرنا نود امتلاكه، وننسى ما لدينا من أمور مميزة حتى الآخرون يحلمون بامتلاكها، وبدل الإستمتاع بما نمتلك، نرهق أنفسنا باشتياه ما لدى الآخرين، وكأن الآخرين في سعادة بسبب ممتلكاتهم.
إننا دائما ما نتطلع للمزيد، فهل حقا نكون صادقين مع أنفسنا، إذا حدث وامتلكنا ما نصيوا إليه، أننا لن نطلب غيره، أؤكد لكم بأن ذلك لن يكون، ستستمرون في طلب المزيد والمزيد، إن امتلكتم سيارة فاخرة، لن يدوم فرحكم بها طويلا، لأنه عندما ترون صديقا لكم أو جاركم قد اشترى سيارة جديدة وفخمة، فبالتأكيد ستتمنون امتلاكها، هذه الدائرة لن نخرج منها إلا بالرضى والقناعة بما كتبه الله علينا، فالسعادة ليست مرتبطة بالحصول على أشياء أو الحرمان منها أبدا، إن منبع السعادة هو القلوب لا البنوك.
السعادة إيمان، قناعة وعبادة
كثير من الناس يعتقدون أن سعادتهم تكون في جني المال والعيش في ترف، أو في السفر إلى مناطق بعيدة، أو هناك من يظن بأن السعادة في الزواج أو في العمل، كل هذه الأمور مهمة بالنسبة لكل فرد منا، مهمة بالنسبت لي وبالنسبة لك إلا أنها ليست منبعا للسعادة وإنما هي عوامل نستفيد منها عندما نكون في سعادة. عندما نحصل على شيء كنا نشتهيه سابقا نحس بأننا في سعادة، الحقيقة أن هذا الشعور يدعى بالسرور، لأن الشعور الذي انتابنا في تلك اللحظة هو شعور مؤقت ينتهي بانتهاء اشتياقنا وحاجتنا له، يريحنا ويشعرنا بالبهجة لمدة من الوقت. السعادة على غرار السرور شعور غير مؤقت أو لحظي لا ينتهي أبدا عندما ننتهي من الشيء، إن السعادة شعور دائم منبعه هو نحن، وليس شيءً آخر. إننا نحن من نقرر الشعور بالسعادة، إن آمنت بأنك تستطيع تسلق الجبال فأنت تستطيع ذلك. إن قوة الإيمان موجودة فينا جميعا إلا أننا لا نسخرها بالشكل الصحيح. يستطيع كل شخص كيفما كان وأينما كان أن يبلغ درجات عالية من السعادة، وإن الإنسان السعيد هو انسان محظوظ جدا، انسان يحبه الله فعلا، فقط آمن بذلك وسوف ترى النتائج بنفسك آمن الآن ولا تنتظر آمن بأنك سعيد آمن بإنك تمتلك كل شيء، ابعد عنك الأفكار الجحيمية، إن كنت حزينا فلا تبرر شعورك بسبب قلة في المال والرزق، لأنك وحدك المسؤول عن هذا الشعور قم بمحو الحزن من قاموسك، بدله بالسعادة والسرور، لا تقلق أبدا بسبب المال لأن لكل فلدة كبد رزقها على الأرض. إن أكثر البلدان ثراء تعرف نسبة مرتفعة في الإنتحار وخير مثال على ذلك بلد السويد الذي يخصص أضخم ميزانية لأجل وزارة الشؤون الإجتماعية ورغم ذلك يعيش شعبها حالة قلق وضيق واضطراب يدفع فئة منها للإنتحار، كذلك مجموعة من الفنانين العالمييين الذين حققوا نجاحات مذهلة وجمعوا ثروات طائلة قد انتحروا، فالسعادة لم تكن ولن تكون أبدا مرتبطة بالمال، إن أردت أن تكون ثريا فما عليك إلا أن تكون قنوعا، وأول خطوة نحو السعادة كما ذكرت تبدأ بالقناعة، وأهم سبب لتحقيقها هي العبادة، فإن رسالة الإسلام أتت هداية للناس وتفريجا للكروب ونشرا للسعادة .الموضوع : أسرار السعادة، أسباب السعادة
كنت دائم التساؤل عن كل أمر له علاقة بالنجاح، أطرح على نفسي مثل هذه الأسئلة كيف أستطيع تحقيق النجاح في الحياة؟ ما السبيل إلى تحقيق النجاح في الحياة؟ مدا أفعل لكي أكون ناجحا في حياتي؟ حتى أنني أصبحت أشعر بأن هذه الكلمة النجاح مرتبطة كثيرا بحياتي، في حديثي مع الأصدقاء، أثناء الحديث مع ذاتي في كل مرة أجد هذه الكلمة النجاح تظهر في كلامي. وذات مرة بعد انتهاء أعمال اليوم، خلدت إلى النوم فإذا بكيان داخلي يطرح علي الكثير من الأسئلة، وهكدا بدأ حديثنا:
سألته : من تكون؟
أجابني : هل تريد حقا معرفة من أكون؟
قلت له : لهذا الغرض سألتك.
قال : إذا أردت أن تعرف من أكون عليك أولا أن تجيب على بعض من أسئلتي حين إذن سأخبرك بمهيتي.
قلت : أنا موافق فأت بما عندك.
قال : أخبرني عن أهدافك في الحياة.
قلت : أهدافي في الحياة كثيرة، أريد أن أكون عبدا صالحا، أريد أن أن أسافر كثيرا لأنظر في خلق الله، أريد أن أتعلم وأعلم....ورحت أخبره بكل ما يدور في بالي من الأهداف والأحلام التي أدعوا الله أن يوفقني في تحقيقها فيما يرضيه، وكنت أخبره بها بطريقة عشوائية وبغير انتظام إلا أن أوقفني.
وقال : كل هذه الأهداف جميلة، لكن خد نفسا عميقا، وأخبرني عن أهدافك بترتيب وانتظام وأخبرني فقط عن أهدافك التي تستطيع أن تحققها في القريب والتي ستقربك إلى تحقيق أحلامك البعيدة
قلت له : أول هدف في حياتي أسعى وراء تحقيقه هو كما دكرت سابقا أن أكون عبدا مطيعا يعمل صالحا، ويرضى الله عن أعمالي وأن أكون بارا بوالدي، ثاني هدف في حياتي أن أكمل دراستي وتعليمي الجامعي، وأن تكون لي مهنة يرضى عنها الله، ثالث شيء أن أعثر على زوجة صالحة تستحقني وأستحقها، وأن نعيش في حياة سعيدة مبنية على الصدق والإخلاص وعلى الأمانة والتفاهم والود، رابع أمر أن أقوم بشيء يفيد الناس جميعا وأسخر ما تعلمته في سبيل مساعدة الناس........
قال : رائع، أهدافك هذه فعلا رائعة وتستطيع فعلا تحقيقها، أريدك أن تخبرني شيئا اخر، أخبرني عن مبادئك في الحياة.
قلت له : من مبادئي في الحياة الصدق والصراحة، ألا أقول ولا أفعل ما لا أعرف ولست متأكدا من صحته أو يخالف تعاليم ديننا الكريم، الوفاء، أن أعرف ما أريد وما لا أريد، ألا أسكت على الظلم ولا أقبله أبدا، ومن مبادئي في الحياة أنني أؤمن بأن لا نجاح بدون عمل وبدل للجهد وأهم سبب للنجاح هو رضى الله والوالدين.........
قال : هذه مبادئ حميدة وإنك بها ستصل إلى المراد وتحقق ما يرغبه الفؤاد وأهدافك في الحياة بما يرضي الله عز وجل. والآن ألازلت تود معرفة من أكون؟