كيف تسامح من اساء اليك، وكيف تكتسب خلق التسامح، إذا كنت تريد أصدقاء، إذا كنت تريد أن تكون محبوبا، أنصحك أن تكتسب خلق التسامح. فأن تصل إلى درجة أن تسامح من أخطأ بحقك فقد وصلت بذلك إلى درجة عالية من النضج والسمو الأخلاقي. هذا الخلق الرفيع النبيل يعلوا بالإنسان على صغائر الأمور والأشياء التافهة، والتي تظهر نضج الإنسان وحكمته والمكانة الراقية التي وصل إليها من سمو الفكر والخلق الراقي.
قد تجد من الصعب أن تسامح من أخطء بحقك سواء كان من أقاربك، معارفك، أصدقائك زملائك في العمل أو في الدراسة أو من الغرباء. إلا أنه من المهم جدا أن تسامح. فالتسامح يحررك من مشاعر الحقد والكراهية. والإنسان المتسامح انسان عظيم ومميز.
التسامح لا يعني أن تفقد احترامك لذاتك
لا نعني بالتسامح أن تتخلى عن حقوقك أو أن تقبل بالذل والإهانة لا بل على العكس تماما، فالتسامح هو الخلق الرفيع الذي يعطيك القدرة على مسامحة الإنسان الآخر الذي يتعرض لك بشكل من الأشكال والتغاضي عن توافه الأمور وعدم تضخيمها مادام ذلك لا يمس بكرامتك أو جسدك.
لمذا يجب أن تكتسب خلق التسامح
التسامح تجاه الآخرين أو تجاه نفسك يفتح أبواب الراحة والتوازن الداخلي ويسمح لك أن تركز على الأمور المهمة وعدم إضاعة طاقتك على التفاهات. راقب نفسك ولاحظ كم مرة في اليوم تضيع طاقتك على الأشياء التي لا يمكن أن تتغير في تصرفات أو سلوكيات الآخرين.
التسامح هو الخلق الذي يقوي المودة بينك وبين عائلتك وأصدقائك وأقربائك..، بدونه يسقط الإنسان في شباك الضغينة والحقد والمكائد، بدونه تضعف الروابط، وتفقد مشاعر المحبة والود معانيها، الإنسان ليس ملاكما منزها عن الخطء، لا بد أن يخطئ صديقك في حقك في أحد الأيام وإن استمرينا في حساب عدد أخطاءه سنفقده وسيبتعد عنا تدريجيا.
تعريف التسامح
التسامح قيمة انسانية عالية، وتعني العفو عند المقدرة، وعدم ردّ الإساءة بالإساءة، والترفّع عن الصغائر، والسمو بالنفس البشرية إلى مرتبة أخلاقيّة عالية، والتسامح كمفهوم أخلاقي اجتماعي دعا إليه كافّة الرّسل والأنبياء والمصلحين، لما له من دور وأهمية كبرى في تحقيق وحدة، وتضامن، وتماسك المجتمعات، والقضاء على الخلافات والصّراعات بين الأفراد والجماعات، والتّسامح يعني احترام ثقافة وعقيدة وقيم الآخرين، وهو ركيزة أساسية لحقوق الإنسان، والديمقراطية والعدل، والحريات الإنسانيّة العامة.
من السهل أن نفقد خلقا حسنا كما من السهل أن نتطبع على خلق سيء. لكن ليس سهلا أن نعيد ذلك الخلق الحسن، الأشياء الطيبة تتطلب منا جهدا ومثابرة وتضحيات كثيرة هذا هو ثمن التميز والسمو والإرتقاء بالذات والنجاح في الحياة.عندما يخطئ في حقك انسان، أول الأمور التي تفعلها لتنسى هذا الخطء وتسامحه:
- اجعل قلبك صافيا : بأن تمنع مشاعر الحقد والكيد أن تجد مكانا لها في قلبك، ففي اللحظة التي تشعر بها بهذه المشاعر السلبية امنعها في الحال ولا تدعها تستفحل في قلبك.
- تذكر شمائل ذلك الشخص وأخلاقه الرفيعة : لتغير الصورة التي بنيتها عنه عندما أخطء بحقك وتستبدلها بصورة طيبة عنه.
- تذكر الذكريات الجميلة التي تجمعك به : مثلا رحلة قمت بها معه واستمتعت بها معه.
- تذكر الأمور التي ساعدك بها : هذا يساعدك على مسامحة ذلك الإنسان الذي أخطأ في حقك، لأنه يذكرك بأنه قد نفعك وساعدك في أحد الأيام، وبأنه يستحق فرصة ثانية.
- لا تتذكر التفاصيل : امنع نفسك من تذكر تفاصيل ما حدث لك بينه وبينك، حتى لا تضخك من المشكل ويصير صعبا مسامحته.
- لا تجعل النقاش شخصيا : أثناء الحديث مع الآخرين، قد يقوم أحدهم بانتقاد أحد أفكارك، انتبه ألا تجعل الموضوع يأخذ طابعا شخصيا، ركز على القضية وعبر عن أفكارك بوضوح ومباشرة.
- تحكم بغضبك : هناك عدة طرق لتدريب نفسك لتصبح أكثر حكمة وأكثر تسامحا. واحد منهم هو السيطرة على غضبك. الغضب عاطفة تفقدنا السيطرة على أنفسنا. الغضب هو تعبير عن أن ما تعتقده من آراء هي الصحيحة بينما آراء الآخرين خاطئة. باختصار، يمكن أن يقود الغضب الناس ليكونوا أقل تسامحا مع الآخرين، لذلك احذر من أن تقع في الغضب.
لا يفوتك هذه المواضيع :
كيف تغير نظرتك للحياة وللآخرين، وكيف تأثر على من حولك، خطوات لجعل نظرتك للحياة سليمة...
ما المقصود بتطوبر الذات؟، ولماذا نرغب بتطوير ذاتنا؟...وكيف يمكن تطوير الذات ؟