الخوف هبة من الله أنعمها علينا وهي شعور فطري ينبه المرء من وجود خطر ما يهدد الجسم، حتى يحترس منه، وتزداد درجة الخوف حسب شدة الخطر المحدق بالإنسان. من الطبيعي أن يخاف الإنسان حتى أن الله عز وجل أمرنا أن نعبده خوفا وطمعا، فهي حالة شعورية إيجابية، إذ أنه عند الشعور بالخوف تطرأ تغيرات فيسيولوجية داخلية من شئنها أن تساعد الإنسان في التعامل مع الخطر إما بالمواجهة أو الهروب. وقد قيل "لو أن الفأر لم يخف لما استطاع العيش" يعني سيذهب فريسة سهلة للقط إن لم يخف منه.
لكن الخوف عندما يتجاوز حدوده ويصير من الصعب التحكم به يصبح خوفا مرضيا، أي أنه يصير خوفا لاعقلاني وزائدا عندما يواجه الشخص بشيء أو نشاط أو موقف عام، وغالبا ما يكون المصاب به على علم بأن خوفه غير طبيعي لكن لا يستطيع السيطرة عليه. ويسبب الخوف كثيرا من الأمراض النفسية وكذلك العضوية، وتدخل صاحبها في حالة من القلق والإضطراب، وتكون علامات الخوف جد بادية عليه كالتصبب عرقا، التنفس بصعوبة، الشعور بالإختناق، ضعف مفاجئ في اليدين والساقين، الإرتجاف والقشعريرة، توتر عضلي وعصبي، وتؤدي أيضا إلى عرقلة وظائف العقل الطبيعية كالقدرة على التركيز والتفكير والتذكر،مما قد يؤدي إلا تدمير جميع نواحي حياتك، كالقدرة على العمل وإقامة علاقات إجتماعية وتحقيق أحلامك، وتجد صاحبها جد منعزل ويعاني الكثير من العقد النفسية.
هناك العديد من أنواع الخوف، ويختلف نوع الخوف من شخص لاخر، أذكر أشهرها الاجورافوبيا وتعني الخوف من التواجد في مكان عام، الاكروفوبيا وهي الخوف من المرتفعات، والكلوستروفوبيا الخوف من الأماكن المغلقة، بالإضافة إلى الخوف من الإمتحان، الخوف من الرئيس في الشغل، وتتفشى أيضا ظاهرة الخوف من الجنس الاخر، والخوف من الحيوانات، الخوف من الظلام ويرتبط الخوف غالبا بموقف حدث في الماضي في مرحلة الطفولة مثلا مما يؤدي إلى برمجة ذاتنا برمجة سلبية بدون أن نعي ذلك.
إن أفضل وسيلة لعلاج الخوف المرضي هو المواجهة، وذلك بأن تضع نفسك في الموقف الذي يشعرك بالخوف المرضي، فمثلا لنفترض أنك تخاف من الظلام، ضع نفسك في مكان مظلم يشعرك بالخوف وحاول تمالك نفسك، بدل أن تكثم الخوف إشعر وتنفس ببطئ، إذا بدأت تشعر بالتحسن انتقل إلى مكان أكثر ظلاما وحاول تكرار نفس الخطوات، خصص كل يوم وقتا تقوم فيه بهذه العملية لأنه كلما كررت هذه العملية، كلما قل خوفك حتى يختفي كليا في النهاية. وهذه قصة قد قرأتها عن ملك يروي أنه سافر عن طريق البحر وأخد معه غلامه لم يسبق له أن رؤى البحر، فشعر بالخوف حين الإبحار بسبب منظر الأمواج المتلاطمة، لدرجة أنه أغمي عليه، فذهب الملك به إلى أحد الحكماء الذي أمر برميه في البحر فرموه وأخد الفتى يسبح بصعوبة وهو بين الغرق، إلى أن أمر الحكيم بسحبه بعد أن تخلص تماما من خوفه.
لا تدعوا الخوف يسيطر على حياتكم.
الموضوع الأصلي:كيف أتخلص من الخوف المصدر: مدونة كن سعيدا الكاتب : محمد
لا تدعوا الخوف يسيطر على حياتكم.
الموضوع الأصلي:كيف أتخلص من الخوف المصدر: مدونة كن سعيدا الكاتب : محمد